منذ اليوم الأول الذي استبدلت فيه رايتا الحزن من على قبتي الإمامين الكاظمين عليهما السلام بدأت مراسم العزاء الذي اعتاد الموالون على إحيائها في كل عام بهذه المناسبة العظيمة التي تركت أثرا كبيرا في نفوس الأجيال لاستذكار وكشف الظلم الذي لحق بالإمام محمد الجواد عليه السلام.

في هذه الذكرى الموجعة؛ تقام الكثير من البرامج العزائية والثقافية قبل موعد الاستشهاد بأيام سواء على مستوى المواكب الحسينية أو على مستوى المؤسسات الدينية المتمثلة بالعتبات المقدسة، حيث المآتم والمحاضرات الدينية التي تبين سيرة الإمام الجواد عليه السلام.
أما أساتذة الحوزة الدينية في النجف الأشرف كانت لهم رسالة واضحة في هذه الزيارة عبر مشاركتهم بالمشروع التبليغي الذي شهد تفاعلا كبيرا من الزائرين، والذي يسعى إلى تغذيتهم فكريا وعقائديا، حيث كان عدد المشاركين في هذه المناسبة (125) مبلغا ومبلغة، إضافة إلى (50) محطة استفتائية منتشرة داخل الصحن الكاظمي وخارجه.
لم تقتصر ذكرى الاستشهاد على فئة معينة حيث كان للصغار نصيب للتعبير عن ذواتهم بهذه الفاجعة الأليمة وذلك بإقامة برنامج ثقافي عرف بـ(ملتقى الزائر الصغير) في العتبة الكاظمية المقدسة، إذ تضمن عددا من الفعاليات المعرفية إضافة إلى تقديم الأطفال عروض مسرحية تناولت الأحداث المهمة للإمام الجواد عليه السلام فضلا عن قراء القصائد الرثائية التي تعكس الولاء المطلق لأهل البيت عليهم السلام.
من الحكم والأمثال التي تضرب على السخاء يقال: إن (الكرم شجاعة) وهذه الصفة تجدها ملازمة عند العراقيين على الدوام وخصوصا في المناسبات الدينية لأهل البيت عليهم السلام، حيث شاهدنا في ذكرى استشهاد الجواد عليه السلام صورا جميلة عما تقدمه المواكب الخدمية في مدينة الكاظمية المقدسة لأكثر من (600) موكب جملة من الخدمات.
يوم الفاجعة الذي شارك فيه الموالون لأهل البيت عليهم السلام برفع النعش الرمزي الطاهر ليعانق السماء في تقليد رسمي سنوي وسط هتافات الولاء لصاحب العزاء غصن الشجرة السرمدية الإمام محمد بن علي الجواد "عليه السلام" أمير محمد.
متابعات.